تعرّف المنافسة بشكل عام على أنّها حالة تحدث بين مؤسسات أو أفراد بهدف تحقيق أهداف مشتركة، وغالباً ما يكون هذا الهدف هو الحصول على موارد من فرص محددة.
في هذا المقال سنوضح مفهوم المنافسة من الناحية الاقتصادية، حيث تتسابق الشركات للفوز والتفوّق على المنافسين في تقديم منتجات أو خدمات معينة وغالباً ما يتم تحفيز هذا التنافس من خلال توفير خيارات متعددة للمستهلكين مع رفع معايير الجودة والكفاءة.
تؤثر المنافسة بشكل أو بآخر على استمرارية مشروعك، وقد يكون هذا التأثير إيجابياً أو سلبياً، وذلك تبعاً لكيفية التعامل معها.
تلجأ الشركات عادةً إلى خفض أسعار منتجاتها بهدف زيادة نسبة المبيعات ومنافسة الشركات الأخرى، وتعتبر هذه الطريقة من أكثر طرق التنافس شيوعاً خاصة عندما تعمل الشركة على استغلال المناسبات السنوية مثل الأعياد لطرح عروض وتخفيضات على منتجات معينة. في هذه الحالة عليك أن تكون مستعداً لتقديم عروض أو أسعار بنفس المستوى التنافسي لعملائك للحفاظ عليهم وكسب ثقتهم.
قد لا يكون السعر هو العامل الوحيد المهم بالنسبة للعملاء، فما فائدة تقديم منتج رخيص ولكن جودته منخفضة؟ إذاً لتضمن استمرارية مشروعك يجب أن تتوافق جودة المنتج مع متطلبات العميل وتلبي احتياجاته، وقد يكون من الجيد أن تدرس منتجات المنافسين وتحدد نقاط قوتها وضعفها وتحلّل هذا النتائج لتتمكن من استخدامها في تحسين منتجاتك وإدخالها حيز المنافسة.
تساعد عملية التوزيع الجيدة على ضمان وصول المنتج إلى العميل بسرعة وفعالية عالية، أي في المكان المناسب والوقت المتوقع. هذا ويمكنك تحسين عملية التوزيع من خلال:
- فتح قنوات توزيع جديدة والتوسع بالأسواق والوصول إلى فئات جديدة من العملاء.
- توفير وسائل توزيع ذات كفاءة عالية مثل اختيار شركات نقل أو شحن سمعتها جيدة بالسوق، بالإضافة للاستفادة من التكنولوجيا لتحسين سرعة ودقة عمليات التوزيع.
- توفير منتجات أكثر في المواقع التي يمكن للعملاء الوصول إليها بسهولة.
تواجه الشركات الكثير من التحديات، ومع وجود المنافسة العالية في السوق يجب عليك كصاحب شركة أن تعمل على وضع استراتيجية فعّالة وتطويرها بشكل دائم بحيث تحمل أفكاراً متفوقة ومبتكرة، مثل تقديم خدمات ما بعد البيع بشكل يضمن رضا العملاء، من خلال توفير ضمانات طويلة الأمد، أو خدمة عملاء مميزة، وما إلى ذلك.
يعتبر تحديد المنافسين شرط أساسي لضمان فهم البيئة التنافسية واتخاذ القرارات الفعالة، وإليك الخطوات:
تحديد القطاع: عليك أولاً أن تحدّد القطاع الذي تعمل به، مثل الخدمات الصحية، التكنولوجيا، الصناعات الغذائية...الخ.
تحديد المنافسين المباشرين: ضع قائمة بالشركات التي تقدّم نفس خدماتك أو منتجاتك أو تستهدف نفس الفئة في الأسواق.
تحديد المنافسين غير المباشرين: يجب أن تكون على دراية بالشركات التي تقدم منتجات بديلة مثلاً أو تستهدف فئات السوق الفرعية.
أمّا فيما يخص تحليل الاستراتيجيات، احرص على:
- تحليل نقاط القوة والضعف للمنافسين ودراسة الأدوات التي يستخدمونها لإنجاح استراتيجياتهم.
- تحليل الأسعار مقابل القيمة من خلال مقارنة أسعار المنتجات المنافسة وقيمتها مقابل السعر.
- مراقبة الحملات الإعلانية للمنافسين والمنصات التي يستخدمونها لتسويق منتجاتهم مثل وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها.
- تحليل سلوك العملاء مع المنافسين والاطلاع على تقييماتهم وآرائهم الإيجابية والسلبية.
- الاستفادة من التقنيات الجديدة والمبتكرة التي يستخدمونها، وتوظفيها بطريقة تخدم شركتك وآلية عملك.
باختصار يبرز فهم تأثير المنافسة على استمرار مشروعك أهمية وضع استراتيجية مبتكرة من شأنها أن تضمن فوزك بالمنافسة في السوق، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المنافسة ليست مجرد تحدي، بل هي الطريقة التي تمنحك الفرصة الحقيقية للنمو والتطور، وتعزيز القدرة على التكيف مع متطلبات الأسواق والتقلبات المحتملة.