يقول المثل الشائع: الذي سبق، شمَّ الحبق.

ويحمل معنى واضحًا يقول أن الذي يأتي أولاً، ينال ما لا يناله الذي يتأخّر. وليس شرطًا أن يكون المنال شيئًا ماديًّا، قد يكون شيئًا روحيًا، معنويًّا، أو فكريًّا. 

من الأشياء الفكريّة التي قد يسبقك غيرك إليها هي الفكرة -وليس كما تظن- لأنها خطرت له أولاً، بل إن السبب الرئيسي هو لأن الآخر أقدم على أخذ خطواتها أولاً، وامتلك الجرأة الكافية للمحاولة والمخاطرة.

في دراسةٍ أجرتها شركة McKinsey & Company أثبتت أن أكثر من ٨٥٪؜ من المديرين التنفيذيين يتفقون على أن الخوف يمنعهم من الابتكار في مؤسساتهم. الخوف، هو ليس مجرّد شعورٍ عابر، بل هو شعور يتحكّم يستطيع الحكّم بقرارات حياتنا، الخوف أكبر بكثير من ثلاثة أحرف.

لا تهتمّ للنتيجة

عليك أن تؤمن بفكرتك وترى أنها حقًا تستحقّ المخاطرة، عليك أن تُقنع نفسك بأنك تحمل فكرةً ذات قيمة، هذا الإيمان الخاص سيدفعك للتخلّص من التركيز على النتيجة وفقدان الإرادة حال حدوث أي شيء لا يؤدي للنتيجة المتوقّعة، ويحملك على التركيز بالرحلة. اِعلم أن الطيّار لا يعود مكانه إن واجه مطبّاتٍ هوائيّة خلال رحلته، بل يفكّر بكيفيّة تخطّيها وبكل البدائل المُتاحة، وإن لم يستطع مواجهتها، فإنه لن يكون طيّارًا ماهرًا.

غيّر طريقة تفكيرك

أ) قوّة التفكير أكبر بكثير مما تظنّ، حاول أن تفكّر بمشروعك كتجرُبة بدلاً من أن تُفكّر به كمُغامرة. ضع كلّ أفكار الخوف أمامك، سمّها، وتخيّل أنّ أسوأ ما كنت تخشاه قد وقع بالفعل، بعد أن تكتب كل ما سبق، اسأل نفسك:

1. ماذا أستطيع أن أفعل لمنع حدوث هذا الشيء؟
2. هل يمكن أن أفعل شيئا يستطيع تقليل احتماليّة حدوث هذا الخوف؟
3. إن تحقق هذا الخوف.. فما التالي؟ هل ستكون نهاية العالم؟

ب) بعد أن تُنهيَ الخطوات المُسبقة، اِسأل نفسك التالي: ما هي فوائد المحاولة أو النجاح الجزئي؟ ماذا لو أن الذي تخشى فشله سينجح؟ ماذا سيكون حجم هذه المكافآت في حياتك؟

ج) أخيرًا فكّر بالأسئلة التالية، أمسك قلمًا وورقة، واكتب إجابتها:

1. ماذا سيكلّفك عدم فعل شيء؟
2. ماذا لو بقيت مكانك؟ 
3. بعد خمس أو عشر سنوات، هل حقًا ستكون سعيدًا وراضيًا أنك لم تواجه خوفك؟ 

آمن بقدراتك

أغلب أصحاب المنشآت الصاعدة يشعرون بالخوف من الفشل، ما قد يمنعهم من أخذ خطوات جريئة لبناء شركة ناجحة. من المهم أن نفهم مصدر هذا الخوف وكيفيّة تجاوزه للنجاح في إنشاء شركة ناجحة.

إجمالاً، الخوف من الفشل مرتبط بقلّة الثقة بقدرات الشخص. وقد يكون ذلك ناجمًا عن الخبرة القليلة، أو العلم القليل. أو ببساطة لأن المنشأة تحاول الدخول في سوق جديد وليس هناك شيء يضمن نجاحها وبقائها في ساحة الشركات المنافسة. كما وقد يعود الخوف لتجارب سابقة إيجابيّة أو سلبيّة أدّت لتكوين مدى إيماننا بأنفسنا وقدراتنا في النجاح.

لذلك، فإن أفضل شيء يمكن فعله لتجاوز الخوف من فشل المنشأة هو التركيز على التفكير الإيجابي والإيمان بقدراتك، ما يعني أن يكون لديك سلوك إيجابي حتى تجاه الفشل، وتقبّله كجزء من رحلة التعلّم ونموّك كرائد أعمال. بدل أن تخاف من الفشل، تعلّم منه وانظر إليه كفرصة للتطوّر.

لا تنسَ التركيز على أهدافك، والتحرّك نحوها، لا تدع الخوف يمنعك من المخاطرة أو تجربة شيء جديد، استخدم الفشل كوسيلة للتعلّم، وكما يقول المثل الأجنبي: حاول مرةً أخرى، افشل مرةً أخرى، افشل بطريقة أفضل.

أنت تستطيع

تخيّل سيناريو آخر، بحيث يأخذ غيرك فيه الفكرة ذاتها، ولا يسمح لخوفه من منعه عن تطبيق الفكرة والسعي نحوها، وبسبب إيمانه وإصراره ومكافحته، يصل، ولو بعد حين. تستطيعُ أنت أيضًا أن تكون ذلك الشخص الذي يتحكّم بخوفه ولا يسمح للخوف بالتحكّم به.

تصفّح هذه المواقع التي ستلهمك لتخطي خوفك:

- entrepreneur

هذا الموقع هو عبارة عن مجلّة إلكترونيّة يحتوي على الكثير من قصص روّاد الأعمال القديمة والحديثة ومسيرتهم في مجال ريادة الأعمال، سيساعدك على التخلّص من الخوف من الفشل، فالقصص الحقيقيّة تحفزنا على الإقدام والتحرّك نحو الحلم.

- مجلّة Forbes

من أشهر المجلّات العالميّة، تتضمّن الكثير من قصص روّاد الأعمال وأخطائهم، النصائح، وأحدث المستجدّات التي تساعدك على قياس مدى خطورة خطواتك التي تنوي اتخاذها عند تطوير منشأتك

ختاما، تذكّر أن الخوف جزءٌ من الرحلة، لكن لا تسمح له بالتحكّم بها، الخوف ليس ربّان السفينة، الخوف ليس قبطان الطائرة، أنت المسؤول عن منشأتك، ليس هو. واعلم أن الذي يغامر ينجح وإن فشل، والذي يبقى مكانه، يفشل. فأيُّ ألمٍ ستختار، ألم المغامرة؟ أم ألم الندم؟