يعد حاليًا البحث عن فرص الاستثمار في السعودية واحدًا من أهم الأمور التي يتداولها المستثمرون ورجال الأعمال، ورجال الاقتصاد – بدرجات مختلفة، سواء بالمملكة، أو خارجها. وذلك عملًا بأمرين؛ أولهما هو مجاراة الظروف الاقتصادية الحالية التي نشأت من جائحة كوفيد-19، وثانيهما الاستعداد للطفرة الاقتصادية المتوقعة بعد حدوث مثل تلك الأزمات.
وقد كنا فيما سبق في هذه المدونة قد أبرزنا مقالًا منفردًا عن مستقبل الاستثمار في السعودية. وأيضًا ذكرنا بضعة مجالات نرى أنها من أهم المجالات الاستثمارية سواء في الوقت الحالي أو مستقبلًا.
وفي هذا المقال سوف نتحدث عن خطوة هامة لجميع العاملين في قطاع الأعمال في المملكة على حد سواء، وهي خطوة إدراك أن الأمور سوف تتحسن إلى الأفضل – بإذن الله – ومن هذا الإدراك فعلي الجميع المبادرة للتحرك نحو الانتعاش الاقتصادي المتوقع خلال الأعوام المقبلة، بعد انحصار جائحة فيروس كورونا. وأبرز أوجه هذا التحرك هو البحث عن فرص الاستثمار في المملكة العربية السعودية والمساهمة فيها بخطوات مدروسة وفعالة.
لماذا الاستثمار في السعودية؟
ولكن كرجل أو امرأة أعمال في المملكة، كيف يمكن البحث بالوسائل الحديثة الآمنة عن تلك الفرص الاستثمارية، واقتناصها في الوقت الصحيح؟ وهل يمكن ذلك أيضًا لرواد الأعمال المستجدين في الأسواق؟
سوف نجيب عن تلك الأسئلة بتغطية الأمور التقليدية المعتادة في البحث عن فرص الاستثمار، وايضًا سوف نبرز بعض الوسائل غير التقليدية، والتي تناسب جميع فئات القائمين أو الواردين على السوق السعودي.
1- علاقات عالم الأعمال: لا يمكن أن نهمل هذا الجانب الهام، لأن العلاقات في الأساس هي المنصة التي يبني عليها رجال الأعمال العديد من جوانب أنشطتهم. وتنشأ العديد من الفرص الاستثمارية في عالم الأعمال عن طريق تلك العلاقات، وقد يكون أبسطها، مثل تبادل الحديث مع الأقران، هو البداية لمشروع وفرصة استثمارية كبرى. ومن هنا يجب على المهتمين بعالم الأعمال تعزيز تلك العلاقات، بالعمل على الأنشطة التي تؤدى إلى ذلك الأمر. ومنها على سبيل المثال التواجد في المنتديات الاقتصادية والمالية العامة والمتخصصة. وتتميز تلك المنتديات في كثير من الأحيان باستضافة كل من المستثمرين القدامى والجدد، وأصحاب الأفكار والمشاريع الجديدة. ويبرز هنا دور حلقات النقاش في تلك الفعاليات بفرز وتداول الآراء، الذي ينتج عنه بالتالي الكثير من المعلومات التي يبرز من خلالها الفرص الاستثمارية بحسب طبيعة المنتدى والحدث نفسه. ويجب العلم أن هناك العديد من المنتديات والأحداث والتجمعات الاقتصادية يتم تغطيتها حاليًا بشكل كامل عبر شبكة الإنترنت.
2- متابعة سوق المال السعودي (البورصة): ولا نقصد هنا الاستثمار في سوق تداول الأوراق المالية، وهذا نشاط هام تتميز به المملكة في العالم، بل نشير هنا إلى متابعة حركة الأسهم والتداول، وأخبار الشركات في ذلك السوق. فتلك الأخبار تعطي المستثمر عدة توقعات هامة عن حركة الشركات الجديدة، والأنشطة الاقتصادية في أسواق محددة. وبالتالي سوف يستطيع المستثمر تحديد أي الأنشطة يمكن الاستثمار بها، سواء من ناحية الثبات الاقتصادي لتلك الأنشطة، أو معرفة الفرص التي تقدمها الشركات الجديدة أو القائمة بالفعل وتحركاتها في المجالات المختلفة. ويترتب على هذا أن تلك المؤشرات سوف تساعد المستثمر على القرار الصحيح للتوجه في الاستثمار الأمثل بالنسبة له أو للمجال الذي يختاره.
3- متابعة الأخبار والفعاليات الاقتصادية من المؤسسات الرسمية السعودية: من أفضل النواحي التي تعمل عليها رؤية السعودية 2030 هي الاهتمام الكبير بالجانب التقني وتطويره، ويبرز ذلك في تغطية الجهات الحكومية لأهم الأخبار، والفعاليات، والاحصائيات، والحوكمة على الانترنت وما إلى ذلك من الفعاليات الرائعة. إن متابعة تلك البوابات الإلكترونية في حد ذاته ينتج عنه الكثير من اكتساب المعلومات في مختلف المجالات، والتي يمكن للمستثمر من خلالها فرز وتوقع التوجهات الحكومية، والخاصة نحو مجال بعينه، أو رصد تطور حركة سوق محدد. وأيضًا عند متابعة حركة الإجراءات الاقتصادية، وحزم التطورات، سوف يتمكن المستثمرين من معرفة فرص استثمارية تطرحها الحكومة عبر منصات محددة ومخصصة لذلك. ولا يجب أيضًا أن ننسى أن هناك مؤسسات اقتصادية تنتمي إلى القطاع الخاص تعني أيضًا بمثل تلك الأمور. وننصح بمتابعة: أ- بوابة الاستثمار في المنصة الوطنية السعودية الموحدة:
https://www.my.gov.sa/wps/portal/snp/aboutksa/investinginksa#header2_6
ب- مجلس الغرف السعودية: https://csc.org.sa
ت- بوابة الاستثمار في المملكة العربية السعودية: https://www.my.gov.sa/wps/portal/snp/agencies/agencyDetails/AC128
وبالطبع يجب أن نشير إلى وجوب متابعة مثل تلك المنصات على صفحات التواصل الاجتماعي المخصصة لها، كنوع من أنواع التيسير والتحديث المستمر.
1- حاضنات الأعمال السعودية: تعد تلك المؤسسات من أهم المؤسسات الاقتصادية الراعية للمشاريع الجديدة في المملكة العربية السعودية، ويبرز دور تلك الحاضنات ليس فقط في مساعدة ورعاية تلك المشاريع المستجدة، بل في كثير من الأحيان يتم عبرها عملية التشبيك بين تلك المشاريع الجديدة والمستثمرين. لذا من الهام معرفة تلك الحاضنات ومتابعتها في هذه الأيام، حسب المجال الاستثماري الذي يتم اختياره. لان هناك العديد من المشاريع الجديدة ذات المستقبل الواعد التي يمكن الاستثمار فيها بشكل جيد، وخصوصًا أن المشاريع المنضمة لتلك الحاضنات تتحلى بعامل الثقة عن غيرها، نظرًا للإجراءات القوية التي تتخذها تلك الحاضنات كشروط للانضمام إليها.
2- متابعة المدونين السعوديين في المملكة: من أبرز ما تتميز به المملكة العربية السعودية في الوطن العربي؛ هو وجود الكثير من المدونين السعوديين على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، ولعل أبرزهم على الترتيب منصات تويتر، ويوتيوب، ولينكدإن. وتعم تلك المنصات بنقاش زخم خصوصًا في عالم الأعمال، ورواد الأعمال الجدد، والفرص الاستثمارية. وقطعًا نشير هنا إلى أن ذلك غالبًا ما ينتج عن المدونين المحترفين المعروفين في عالم الأعمال والاقتصاد السعودي، ومنهم من يعمل بالطبع في مؤسسات إعلامية سعودية كبرى. يجب أن نشير هنا إلى أن هؤلاء المدونين قد يكون لديهم العديد من الآراء الاقتصادية الهامة، التي تساعد في توجيه المستثمر. وأيضًا والأهم هنا؛ أنه في كثير من الأحيان يقوم هؤلاء المدونين والكتاب بعمل المقابلات أو طرح الأخبار عن شركات جديدة أو رواد اعمال جدد يصلحون بشدة للدعم من قِبَل المستثمرين، سواء القدامى أو الجدد. ويجب الإشارة هنا إلى أن ذلك الأمر قد حدث بالفعل عدة مرات في المملكة. وخصوصًا مع الشركات التقنية الناشئة. فتلك أحد أهم نقاط القوى التي أفرز عنها عالم الإنترنت الحديث.
هل تعلم؟ الاستثمار مع شركة ثمار: في شركة ثمار نعمل على ربط المستثمرين مع المشروعات المتناهية الصغر والمتوسطة، خصوصًا في مجال تمويل المشتريات. والجدير بالذكر إن الشركة كانت ضمن مسرعة أعمال فنتك السعودية بالاضافة الى مسرعة تقدم التابعة لجامعة الملك عبدالله كاوست. كما أننا نعمل على تسهيل الإجراءات الاستثمارية لكلا الطرفين – المستثمرين وأصحاب المشاريع – من حيث تقليل الوقت، وتقديم المرونة اللازمة، باستخدام تقنيات الفنتك الحديثة. و حاليا نسعى في الحصول على التراخيص اللازمة لطرح هذه الفرص للاستثمار في القريب العاجل.