وهذا المصطلح في حد ذاته ليس حديثًا على الاطلاق كما يعتقد البعض، وانما تم تداوله بشكل أكثر في العقود الأخيرة بكثرة، ضمن المصطلحات التي تم انتشارها بسرعة وكثافة من خلال شبكة الإنترنت، وتنامي ظاهرة العولمة.
وأصبح ذلك المصطلح ذهبيًا في الأثر وجذابًا للعديد من الناس – خصوصًا فئة الشباب – حيث ساهم الإعلام، مع عناصر آخرين، في دفع تلك المسيرة التي انضم إليها فئة كبيرة من الشباب حول العالم، مع العلم أن هذا المصطلح ليس مقصورًا على فئة الشباب وحدهم، وخير دليل على ذلك مؤسس سلسلة مطاعم كنتاكي، الذي يعد مثالًا واضحًا على أن الإبداع لا يقتصر على فئة عمرية في حد ذاته.
أصبح ذلك اللقب – رائد/ة الأعمال - يردده الكثير من شباب الأعمال والمشاريع ويطلقونه على أنفسهم أو ربما ذويهم. مع العلم أنه هناك خلطًا كبيرًا في هذا التعريف السائد.
" كل رواد الأعمال هم موظفون بارعون، وليس كل الموظفون الناجحون هم رواد أعمال"
يجب التفرقة هنا بين أن تكون ناجحًا في عالم الأعمال مهما كان موقعك الوظيفي، وأن تكون مؤهلًا لدخول عالم ريادة الأعمال الحقيقي وأن تصبح واحدًا من بين صفوفه. فهناك اختلاف جذري بين مهارات موظف عامل في عالم الأعمال، ومهارات رواد الأعمال.
وبالطبع هناك احتواء كبير للمهارات من قِبَل الفئة الثانية. والحقيقة هنا أن من الأفضل دومًا امتلاك رائد الأعمال لمهارات أساسية في عالم الأعمال، أو على الأقل العمل على اكتسابها.
وأهم تلك المهارات هي:
الجدير بالذكر هنا أن هناك الكثيرون أيضًا ممن ينتمون لعالم ريادة الأعمال هم في الأصل بدأوا كرواد أعمال منذ بداية حياتهم العملية، ولكن يجب أن نعرف هنا أيضًا أن هؤلاء الأشخاص كانوا في الأصل أصحاب أفكار جديدة تمامًا، أو طوروا من فكرة قائمة بشكل مختلف فعليًا. ومن الأمثلة على ذلك رواد الأعمال في العقد الأول من القرن والواحد والعشرين؛ الذين ساهموا في تطوير عمليات التواصل عبر إنشاء شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أو إحلال الطرق التقليدية للخدمات عبر تقديمها إلكترونيا. والأمثلة على ذلك كثيرة من شركة فيسبوك، إلى أوبر، وجوجل، مرورًا بإير بي إن بي، وبالطبع رواد عالم الفنتك
ماذا أفعل إذا لم أمتلك المهارات الأساسية لعالم الأعمال، وفي الوقت ذاته أريد أن أصبح رائد أعمال؟
نقطتين أساسيتين تلخيصهما:
لا يمكن أن نسمي شخصًا عمل في أحد المجالات في شركة ما، ومن ثمَّ أسس نموذجًا مصغرًا مطابقًا من نفس الشركة التي كان يعمل بها رائدًا للأعمال. ذلك ما هو إلا تكرار واضح لنموذج عمل، وقد يكون مفيدًا في كثير من الأحيان للعمل على الانتعاش الاقتصادي في أحد الأماكن، ولكن ذلك فعليًا لا يسمى ريادة الأعمال.
أما إذا كنت موظفًا في شركة أو مؤسسة ما، وبدأت في تأسيس شركة ذات حل غير تقليدي منفرد، أو حل مختلف في مجال عملك؛ فأنت تمتلك فعليًا النسيج المناسب لكي تكون رائدًا للأعمال.
فما هي المهارات اللازمة لكي تكون رائد/ة أعمال حقيقي؟
مهارة الابتكار: وهنا يأتي الأساس والفكرة الرئيس، فمصطلح "ريادة" يشير إلى السبق في تطبيق شيء جديد، غير معمول به، مكان تم سكنه من قِبَلِكَ أنت قبل أن يأتي إليه غيرك. ولا يقتصر الأمر على ذلك؛ بل سوف تحتاج حتمًا إلى تقوية جانبك الإبداعي لتقديم حلول تنافسية في السوق الذي تعمل به، فلا تتوقع ألا يكون هناك حراك في السوق بعد إنشائك لفكرتك الجديدة، فهناك أشخاص في عالم الأعمال لا يفعلون شيئًا سوى إنشاء شركات مُقامة على تكرار نموذج العمل الابتكاري الذي يقدمه آخرون، وتلك طبيعة بشرية.