كيف تستفيد الشركات من رفع جودة تصنيفها الائتماني؟

في ظل عالم تحكمه قواعد الاقتصاد الرأسمالي، نجد أن الدَّيون كآلية، لها أهمية كبرى، فهي التي تمول مشروعات الشركات والدول، وعليها تُبنى الكثير من القرارات والإستراتيجيات الاقتصادية، ومن هنا وجدت الحاجة لتنظيم عالم الديون، ومن بين مقتضيات هذا العالم، الوقوف على إمكانيات المدين، وقدرته على السداد المنتظم، الذي لا يربك سوق الدين، ويضمن حقوق الدائنين.

ما هي أهمية التصنيف الائتماني؟

 التصنيف الائتماني Credit Rating

تلعب التصنيفات الائتمانية دورًا مهمًا في تمكين الشركات والحكومات من جمع الأموال من أسواق رأس المال، بدلًا من الحصول على قرض من أحد البنوك، تقترض هذه الكيانات أحيانًا الأموال مباشرة من المستثمرين عن طريق إصدار أدوات استثمارية.

 يشتري المستثمرون هذه الأدوات، متوقعين الحصول على أرباح، لذلك تنبع أهمية التصنيف الائتماني من أنه يحدد درجة الشركة الائتمانية، لأنه مقياس فعَّال ومعترف به على نطاق واسع وطويل الأمد لمخاطر الائتمان، مما يمكنها من الحصول على التمويل، فكلما كانت درجة التصنيف الائتماني عالية كلما كسبت الشركة ثقة الدائنين والمستثمرين، وكلما كانت درجة التصنيف الائتماني منخفضة عزف الدائنون والمستثمرون عن التعامل مع الشركة.

 كذلك تأتي أهمية التصنيف الائتماني في كونه عامل مهم في توجيه رغبات المستثمرين للإصدارات الاستثمارية.

ما هي أنواع التصنيفات؟

التصنيف الائتماني للشركات عامل مهم في توجيه رغبات المستثمرين وهناك أنواع عديده يمكنها تحديد تصنيف الشركة أو الدولة ومنها:

تصنيف "Aaa" هو أعلى مستويات الجودة الذي تمنحه المؤسسة للدول أو الشركات الكبرى التي تستفيد من خدماتها، كما يخضع هذا التصنيف لأدنى مستوى من مخاطر الائتمان، أي أنه آمن وجاذب ومشجع.
بينما يأتي في المرتبة الثانية التصنيف الائتماني "Aa" ذات جودة عالية، وتخضع لمخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، ويعتبر التصنيف أن أية استثمارات محتملة لأدوات دين تصدرها دولة أو شركة، بأنه جاذب.

أما التصنيف "A"، فهو درجة متوسطة عليا، ويخضع لمخاطر ائتمانية منخفضة، قبل الانتقال إلى التصنيف "Baa"، وهو تصنيف يقدم درجة مخاطرة متوسط لدولة ما أو شركة، بينما تعتبر مخاطره الائتمانية معتدلة.

بينما التصنيف الائتماني "Bb" فهو تصنيف متوسط في مراحله الدنيا، فيما تعتبر مخاطره الائتمانية كبيرة، وعلى المستثمرين أن يكونوا حذرين في أية استثمارات بأي من أدوات الدين التي قد تصدرها الدولة أو الشركات.

وتزيد المخاطر عند تصنيف الدولة أو الشركات عند "B"، وهي مخاطر ائتمانية مرتفعة، تسبق المرحلة الأكثر خطورة في التصنيفات، وهي "Caa"، الحاملة لمخاطر ائتمانية عالية، وتعاني من وضعية ضعيفة.

فيما تعتبر التصنيفات "Ca" مضاربة للغاية ومن المحتمل أن تكون متخلفة، أو قريبة جدًا من التقصير أو التعثر، مع بعض احتمال استرداد أصل الدين والفوائد، بينما التصنيف "C"، وهي الأقل، وتكون عادة في حالة التخلف عن السداد، مع احتمال ضئيل لاسترداد رأس المال أو الفائدة.